المحتوى الرئيسي
قصص نجاح تحققت في بافاريا
بعد عامين ونصف من العمل كاستشارية خدمة اجتماعية لدى المنظمة الكنسية دياكوني روزنهايم تستطيع أوتا بوسه أن تتذكر مجموعة كاملة من قصص نجاح اللاجئين.
أجريت المقابلة في عام 2016.
أوتا بوسه عايشت قصص نجاح حقيقية: على سبيل المثال قصة الشاب المسافر وحده البالغ من العمر 17 عامًا والقادم من أفغانستان والذي جاء أُميًا إلى بافاريا وفي غضون نصف عام استطاع تعلم القراءة والكتابة وتعلم اللغة الألمانية أيضًا. وكذلك شباب اللاجئين الذين بدأوا تدريبهم كميكانيكيين في المجال الصناعي وفنيي معادن. وتلك الفتاة القادمة من أفغانستان التي فقدت والديها في التاسعة من عمرها واستطاعت الهروب بمفردها وهي في بداية العشرينات من عمرها كامرأة من بين عدد قليل جدًا من النساء. في غضون بضعة أشهر ستنتهي تلك السيدة الشجاعة من دراستها كمساعدة تمريض وتنهي أيضًا دورة تعليم اللغة الألمانية بأداء امتحان بها. أو هناك أيضًا الطالب القادم من إريتريا، المتوقع أن يستكمل دراسته قريبًا في جامعة لودفيج ماكسيميليان في ميونخ.
الاعتراف بالمؤهلات
ليس مع كل اللاجئين يسير الأمر على ما يرام. فتقول بوسه: "على الرغم من أن الكثيرين حاصلون على تدريب مهني إلا أن غالبيتهم يأتون إلى ألمانيا بدون شهاداتهم. فضلاً عن ذلك لا يمكن في كثير من الأحيان الاعتراف بشهادات التخرج." وذلك لأن مستوى التعليم والتدريب في ألمانيا أعلى بكثير من مستوى التعليم والتدريب في العديد من الدول. وتوضح السيدة الحاصلة على دبلومة أخصائية اجتماعية ذلك قائلة: "الآن تتوفر برامج للتأهيل التكميلي الذي يسهل الالتحاق بسوق العمل."
ثمة حاجة هائلة للكوادر المتخصصة
بعد قضاء فترة طويلة كربة منزل وأم بدأت أوتا بوسه تعود إلى العمل مرةً أخرى. وتقول هنا: "في عام 2014 كانت وظيفة استشاري خدمة اجتماعية لشؤون اللجوء وظيفة جديدة تقريبًا." وبعد قدوم أعداد هائلة من الباحثين عن اللجوء زادت الحاجة إلى الكوادر المتخصصة. في بداية أحداث الهروب كان يتعين عليها وعلى زملائها وزميلاتها إنجاز أعمال كثيرة جدًا. "كان لدي ما يزيد عن 300 عميل في 30 ساعة في الأسبوع. لم يكن من الممكن إنجاز ذلك العمل." والآن بدأ العدد يستقر عند حوالي 200 طالب لجوء، وبالتالي يمكن التعامل مع ذلك العدد إلى حد ما. "فالكثير من اللاجئين موجودون هنا منذ فترة طويلة، وبالتالي فإنهم لم يعد لديهم الحاجة إلى الدعم المكثف الذي كانوا يحتاجون إليه عند الوصول."
لقاءات جميلة مع الناس
برغم ذلك لم يعد لدى أوتا بوسه وقت للزيارات المنزلية إلا بصورة ضئيلة جدًا. وتقول بأسف: "هذا شيء مؤسف لأن في مثل تلك الزيارات تحدث لقاءات كثيرة جميلة جدًا مع الناس. ويتعرف الشخص على الآخرين بصورة أفضل". فالتعامل بين البشر أمر مهم جدًا بالنسبة لاستشارية الخدمة الاجتماعية لشؤون اللجوء. لقد استطاعت أوتا بوسه أن تبني علاقة مفعمة بالثقة مع الكثير من اللاجئين، الأمر الذي يسهل الحديث أيضًا عند وجود صعوبات. لأن تلك الصعوبات موجودة بالطبع. وتقول بوسه هنا: "في أماكن الإقامة يعيش أناس من جنسيات عديدة تحت سقف واحد، وبالتالي فلا غرو أن تحدث بعض النزاعات أو الخلافات." وفي كثير من الأحيان تتمثل هذه الصعوبات في أشياء تحدث في الحياة اليومية مثل النظافة في الحمام المشترك أو مسألة من يحق له الحصول على مكان في الثلاجة وبأية مساحة.
"اللاجئون يجلبون معهم أيضًا الكثير من العادات والتقاليد الجميلة إلى ألمانيا. على سبيل المثال احترام الكبير في السن، والتضامن الأسري وكرم الضيافة."
المطلوب: الدقة في المواعيد والموثوقية والقدرة على التحمل
تمثل الدقة في المواعيد والموثوقية مشكلة لدى العديد من طالبي اللجوء. فتقول بوسه: "قد يحدث أن أتفق على موعد ولا يأتي أحد." فهذه المزايا الألمانية الكلاسيكية لا تلعب دورًا كبيرًا في دول أخرى. وفي أجزاء أخرى من العالم لا تمثل الدقة في المواعيد شيئًا مهمًا." وهنا توضح بوسه وزملاؤها مدى أهمية تلك القيم في ألمانيا. وتشمل هذه القيم أيضًا الصبر والقدرة على التحمل. وكليهما يحتاجه اللاجئون إلى أن يتأقلموا على الحياة في بافاريا، بل ويجدوا فرصة عمل ومسكنًا لهم في الأحوال المثالية. "ومن ناحية أخرى فإن اللاجئين يجلبون معهم أيضًا الكثير من العادات والتقاليد الجميلة إلى ألمانيا. على سبيل المثال احترام الكبير في السن، والتضامن الأسري وكرم الضيافة."
المساواة في الحقوق: مسألة تتعلق بالموقف الداخلي؟
يعد موضوع المساواة في الحقوق بين الرجل والمرأة جديدًا بالنسبة للعديد من طالبي اللجوء. وتقول بوسه في هذا الصدد: "أنا عن نفسي لم أواجه أية مشاكل حتى الآن بسبب كوني امرأة." "ولكنني أعلم أن اللاجئين في كثير من الأحيان لا يعرفون ما إذا كان تصرفهم صحيحًا أم لا كغيرهم من أبناء البلد. " فالصداقة بين الرجل والمرأة لن تجدها ببساطة في بعض الثقافات الأخرى. "فحينما ينشأ شخص على عادة ما، لا يستطيع أن يغيرها بين عشية وضحاها." فالتنوير والتعليم أمران مهمان ليس فقط لقبول المساواة بين الرجل والمرأة وإنما أيضًا لتغيير الموقف الداخلي بشأن أدوار الجنسين. "التعليم هو المفتاح. فمن خلال التعليم يمكن الوصول إلى كل شيء" هذا ما تقتنع به بوسه. "نجاح الاندماج، يتأتى بثلاثية التعليم واللغة والأصدقاء الألمان." ولكن ذلك سيستغرق بعض الوقت.